إحنا و القمر جيران

Standard

استيقظت من النوم فجأة. وجدت نورا أبيضا مسلطا على عينى.  وضعت يدى على عينى بسرعة حتى اعتادت عينى على الإضاءة. نظرت فى الغرفة وجدتها كلها مظلمة و لكن النور ما زال مسلطا على رأسى . لم أعرف سبب هذا النور. لاحظت أن الشباك مفتوح و ان الاضاءة تأتى منه. نظرت خارجه فوجدت القمر يسلط أنواره على، يفضح كل معالم وجهى و كل تعبيراته. لم أجد شيئا أخر مضئ. لم يكن هناك عمارات أو شبابك. لم يكن هناك سوى القمر و نوره المسلط على. تحركت فى الغرفة لأقوم و أغسل وجهى فتحرك معى القمر. أينما مشيت مشى فوقى و أينما إختبئت أخرجنى.

ماذا يحدث بالتحديد؟ أنا لا أعرف. هل الكهرباء مقطوعة؟ لا أعرف. فأنا لا أرى الا القمر و نفسى فى ضوءه. لكن الحقيقة إنى كنت مرتاحا كثيرا. مرتاحا لنور القمر …مرتاحا لاختفاء الضوضاء….. مرتاحا لاختفاء كل الماديات من حياتى. أنا لا أعرف إن كنت فى غرفتى أم لا. و لكنى أشعر بنسمة هواء لطيفة تمر على وجهى. سمعت فى أذانى أجمل الألحان. جريت فى كل مكان و قفزت لأعلى. درت فى مكانى و قفزت. نظرت إلى أعلى و وجدت القمر مبتسما فضحكت. تعالت أصوات ضحكاتى و أنا أقفز و أقفز. كنت أشعر كأن القمر يراقصنى بنوره. النسمة ما زالت تمر على وجهى و الندى يلامس جبينى.

هل أحلم؟ إذا كنت كلك فهو من أجمل الاحلام. بل أتمنى أن يستمر الحلم للأبد .فقد كانت الحياة تسابقنى و أسابقها يوميا و لم أنتبه يوما لنفسى لألتقط أنفاسى. لم أنتبه للقمر و هو كل يوم يزداد جمالا و لكنى لا أنتبه. كم سلط أنواره على شباكى ليجذب انتباهى و لكنه كان يجد الشباك مغلقا. كان يجدنى انا نفسى مغلقا حتى هذه اليلة. وجد فى نفسه الشجاعة ليفتح شباكى و يوقظنى بنوره. اراد ان يوقظنى من الحقيقة لأحلم معه. وجدته مشتاقا إلى … مشتاقا لكلماتى لتغازل نوره و ضيه. مشتاقا ليرانى أجرى و أقفز من السعادة لرؤيته. و الحق إنى كنت فى شوق أكبر إليه.

جلست أرضا و رأسى مرفوعة للسماء. يبتسم و أرد عليه بإبتسامة عريضة. بدأ يتكلم. يحكى لى عن أيامه و هو يرانى. يحكى عن شعوره و أنا كالطفلة ألعب تحت نوره. قال أنه لا يهتم إذا لم يراه أحد إلا أنا. كما لو كان يعيش فقط و ياتى بنوره ليرانى. حكى لى كم قاسى و أنا مشغولة عنه. نظر إلى و أبتسم. رددت عليه بإبتسامة لأمحى ما فى قلبه من حزن لأطيب جراحه و أداوى قلبه. لم أفعل شئ سوى الإبتسام و لكنى إستطعت أن اخفف عنه.

فجأة إختفت أصوات الموسيقى الهادئة ليحل محلها رنين مزعج. بدأ نور القمر يتوارى و تظهر أنوار أخرى ليست فى رقة نور القمر. بدأت أفتح عينى شيئا فشيئا. إستيقظت من  الحلم أو بمعنى أخر نمت عن الحلم. كان السبب فى أن أصحو هو رنين الهاتف. لكن شباكى ما زال مفتوحا. نظرت منه فوجدته ينظر إلى. إبتسم و رددت عليه بإبتسامة.  وعدته فى إبتسامتى أنى لن أنساه و مهما حدث لن أسلاه. فأنا أعيش على نور القمر و نور القمر يعيش على ضحكاتى و قفزاتى.

Sarah Samir
2010-04-27

 

Leave a comment