المجنون

كان امامى ان اختار بين امرين …الاول ان استمر فى حياة اصبحت لا طعم لها و لا معنى …احب الناس و يحبوننى و يقتربون منى ثم يخدعوننى و بعد ان يدمورننى على ان اقف مرة اخرى و احب الناس و يحبوننى فيقتربون منى ثم يخدعوننى .

و الاختيار الثانى ان انجو بنفسى من حروبهم العلنية و المخفية …ان اصفو للجمال الطبيعى للدنيا و ان اوقف هذا الاقتراب بينى و بين الناس

مجنون.. انا مجنون… اتصدقوا لقد اطلقوا على انا لقب المجنون..فلم اعد اسير الا و يقولوا على ذلك..على العموم لم يعد يهمنى ما يقولون..بيت القصيد هو ان ابعد عنهم بأى طريقة و اوقف هذا الاقتراب المجنون حقا

 

و تحققت اغلى امنياتى فلم يكتفوا بعدم الاقتراب لكن بمجرد ان يرونى يبيتعدونى عنى فورا و كأننى قنبلة موقونة توشك على الانفجار..انهم يخافوننى نعم تصوروا يخافوننى و انا الرجل المسالم لانى فقط اطلقت لحيتى و رأسى فانا لم ازر الحلاق منذ امد بعيد اشبه من ايام ثورة عرابى ..و لم اعد اغير ملابسى فقد تخليت عن كل شئ عندما اخترت الحياة…و الحقيقة انى لم اكن اريد ان احتفظ بشئ و لكنى فضلت ان استر نفسى عن عيون الناس ..فلم ارضى سوى بهذا الجلباب البنى الذى لا اتذكر ان كان بنيا فعلا ام اصبح كذلك بمرور الوقت و احتفظت ايضا ببالطو اسود ليكفينى برد الشتاء و يصبحى لحافى و سريرى .

و لن اخفى عليكم انى اصبحت لا ضيع الوقت فى غسل جسمى و استحم … انا غير مقتنع بالاستحمام اساسا فكيف لى ان اغسل جسمى مما به من غبار و انا من الداخل ملوثا غير نظيف . و اكتفيت بمطر الشتاء ليغسلنى و يطهرنى من الاخطاء و الاثام

 

مجنون …انتم ايضا تقولون مجنون..ظننتكم تعقولون … انا مجنون ..بل انتم حفنة من المجانين …مجانين المال و العقارات و الجمال الزائف …تمسكتم بأتفه الأشياء و تركتم الجوهر يضيع …هذا هو ما يدفع أى عاقل الى الجنون … اما انا ففيلسوف زاهد . تركت كل متاع الدنيا و ما بينى و بينها من شد و جذب لأستمتع بها

 

ولكن انتم ايها المجانون تدمورنها و تحرقونها ثم تبكون على ما اقترفته ايديكم … لااااااا…لااا …لا تقتربوا ابتعدوا فانا امقتكم

لا انا لا امقتكم بل اشفق عليكم فانتم لا تعلمون ..لا تعقلون .. و هل من العقل ان تصل للسلام بالحرب.. انتم جنيتم على انفسكم .. سأترككم حتى تفهموا و تعقلوا و استمتع انا بالحياة ..سأترككم تقولون على محنون و انا فى قرارة نفسى استمتع بكونى مجنون

 

 

Sarah Samir

11/1/2009