إنسانة

طالما ظن انها الفتاة المثالية التى أخذ يبحث عنها طوال حياته. الفتاة الرقيقة الهادئة المهذبة التى يتمنى أى أحد أن تصبح زوجته. كون هذه الفكرة من تعاملاتها مع الاخرين, لم يرى منها شيئا يعيبها. لم يرى اى شئ يجعلها مثل الاخريات. ظنها اقرب شئ للملائكة فى الصورة الانسانية. لم يستطع ان يزيح صورتها من خياله. سقط فى حبها تمام السقوط و لم يستطع أن يخرج منه.

كان عندما يرى اى فتاة اخرى تتصرف تصرفا يعجبه يتذكرها. و عندما يرى أخرى تفعل شئ يمتعض منه يتذكرها فيحل الارتياح محل الامتعاض. ظلمها عندما ظنها ملاكا. فقد اخذ منها حق الوقوع فى الخطأ الذى هو من سيم أى إنسان. حَملها عبء ثقيلا لا يستطيع أحد حمله.

يومها قرر الذهاب إليها. قرر أن يأخذ الكنز قبل أن يكتشفه أحدا أخر. استحضر كل الكلمات الرقيقة و المهذبة كى يستطيع أن يطلب يدها دون أن يحرجها. كيف سيكلمها؟! ينظر فى الأرض أم ينظر إليها. كيف سيقولوها؟! يقولوها صريحة أم يسوقها فى جمل تفهم فيما معناها مطلبه. أخذ قلبه ينبض عندما رأها. أحس إنه سعيد و خائف. كيف سيكون رد فعلها؟! سترفضه أم ترحب بطلبه؟

وقف مكانه لم يكمل خطواته. نظر إليها مذهولا. فجأة إكتشف إنها أنسانة تخطئ أحيانا. إكتشف إنها ليست ملاكا بل هى مثل البنى أدميين. لم يكن يتوقع ذلك. لم يكن فى حسبانه أن تكون هذه حبيبته. أرادها لا تخطئ و تفعل ما يراه هو صوابا لكنها مثل الأخريات إنسانة.